قدم الآن

قالوا لها عليك كأرملة صغيرة أن تقضي حياتك بطريقتين لتواجهي الواقع المأساوي. الطريقة الأولى أن تنتظري رجلاً يرضى بالزواج من سيدة شابة تعول ثلاثة أبناء والطريقة الثانية أن تعيشي كعابر سبيل ينتظر الاحسان وعليك أن تتحملي نظرات الشفقة من المعارف. لم ترض رشا أن تستسلم وتعيش كأرملة فوق قبر في الظلام تبكي زوجها.

رشا، ٣٦ عاماً، كسرت الحواجز الريفية المجتمعية التي تمنع المرأة من النزول إلى سوق العمل وأثبتت أن الارادة والتصميم من أهم أسباب النجاح النابع من التحدي لإثبات الذات.

بدأت ببيع الخبز أمام بيتها الريفي البسيط ثم شاركت بمائة جنيه في جمعية مع بعض نساء البلدة لكي تبيع الحلويات والشكولاتة إلى جانب الخبز، فقدمت نموذجاً للمرأة الناجحة من حيث الموازنة المبدعة بين احتياجات أولادها وعملها البسيط.

أرادت رشا التوسع في مشروعها لضمان عائد يتناسب مع متطلبات أبنائها ودخلت في مجال بيع الملابس الرياضية وأصبح لديها سمعة طيبة مع التجار في العتبة لالتزامها بسداد تكلفة بضاعتها من جهة وكذلك مع المشترين لجودة بضاعتها وتقديم نظام الشراء بالقسط لزبائنها.

مضت السنوات وتوسعت رشا وأصبح لديها متجر صغير لتعرض به منتجاتها. تزوجت مرة اخرى وقد أمسى لها خمسة أبناء.

عاشت رشا في دوامة لقمة العيش حتى عرفت مؤسسة التضامن للتمويل الأصغر عن طريق احدى جارتها فسعت للحصول على تمويل جماعي بمبلغ 3000 جنيه مصري واشترت بضاعة لتزيد من إنتاجها وبالتالي زادت أرباحها حيث وضعت قدمها على طريق النجاح بفضل تصميمها.

تقول رشا إنها لا تستطيع أن تصف الألم الذي تعيشه كل ليلة من الإرهاق ولكن في المقابل ما يهون عليها دموعها التي تذرفها كل ليلة هي نظرات الثقة من المحيطين بها.

وأخيراً أضافت رشا “نزلت الشارع وأنا طالعة على دراعي، بنصح كل واحدة مطحونة مادياً أن الشغل مش عيب، العيب أن الناس تعطف عليك، بيعي صابون ولا رابسو في الشارع أحسن من أي حد يذلك بقرش، نفسي أكبر مشروعي واشتغل في المفروشات والبياضات”.