هي سيدة تبلغ من العمر 40 عاما مفعمة بالحياة تتمتّع بسعادة وسلام داخليّين لا مثيل لهما تمثل الأمل وتمنح القوة والشجاعة لمن حولها؛ هي مثابرة وملهمة. هي أم وزوجة أفنت سنوات من حياتها من أجل الوقوف إلى جانب زوجها والعمل على توفير تعليم جيد لثلاثة أبناء مع متطلبات العيش الكريم بعزة وكرامة.
بإصرار تقف تلك الأم كالسد المنيع أمام تقلبات الزمن وتدهور الظروف الاقتصادية بعد ثورة 2011 فاتجهت سماح إلى البحث عن وظيفة شاغرة لتبحث عن مورد اقتصادي لتأمين مستلزمات البيت والأبناء
بكل همة وعزيمة التحقت سماح للعمل بورشة صناعة مفروشات لمدة ثلاث سنوات اجتهدت تلك المرأة الشغوفة بالتعليم لكي تكتسب مهارات وأسرار الصناعة ثم استقلت لكي تقوم بتأسيس ورشتها الخاصة في صناعة الملايات والأغطية.
لم يتوقف اندفاع سماح وطموحها فقدمت على تمويل فردي من مؤسسة التضامن في 2016 ليتم وصوله من 6000 إلى 16000 جنيه في 2018. بكل اجتهاد تتوسع سماح في رأس مال تجارتها بتأني شديد فقامت تارة بشراء مستلزمات وأقمشة وقامت تارة أخرى بشراء ماكينة عراوي لكي تساعدها على الدخول في مجال الزي المدرسي وزيادة دخلها في الصيف. تحسنت أحوال سماح الاقتصادية مما دفعها لتكريس حياتها لتعلم فنون المهنة وإتقانها والعمل على زيادة عدد ماكينات الخياطة من ماكينتين إلى سبع ماكينات: 3 سينجر و3 أوفر و1 عراوى.
على الرغم من الاعتقاد السائد لدى البعض، بأن فترة الشباب هي العصر الذهبي للتعليم، كسرت سماح تلك القاعدة بكل القوّة والطاقة فاختارت أن تكمل تعليمها بعد الحصول على دبلوم صنايع قسم ملابس جاهزة وقامت بالالتحاق بالثانوية العامة إلى جانب عملها في الورشة لكي تحصل على بكالوريوس تجارة ولم يقف سنها ولا ظروفها أمام شغفها للتعليم فحالياً تعمل على شهادة دبلومة للتجارة وتطمح للماجيستر ثم الدكتوراه لإيمانها الشديد بأهمية التعليم ودوره في اتساع الأفق وحسن إدارة الأعمال وتسويق البضاعة.
تطمح سماح من خلال القرض القادم بشراء ماكينة أزرار لكي تضيف الزي المدرسي إلى خط إنتاجها. وعندما سئلت عن حلمها، سرحت سماح وداعب الخيال طموحها الجامح وذكرت إنها تتمنى الدخول في مناقصات الفنادق والمستشفيات لتوريد المفروشات.
تنصح سماح أي سيدة مصرية أن تثق في قوتها وقدرتها على التحدي، والصمود، والسعي وراء هدف لاكتساب مهارات، فالنجاح يأتي بعد اللحظة التي تقرر فيها الاستسلام وإذا وجد مشكلة في السيولة المادية فالكثير من المؤسسات تقوم بتوفير تمويلات متنوعة لمشروعات السيدات كمؤسسة التضامن التمويل الأصغر.