قدم الآن

تقديراً وامتناناً للمرأة فى جميع الأدوار التى تقوم بها على مسرح الحياة، ولما لها من أدوار مهمة، فهي نبع الخير الذي لا ينضب، طاقة العطاء والتضحية.. المتجردة من أى شروط أو قيود، هي الحصن الأمين لأبنائها، ومصدر دفئهم وراحتهم وسلامهم النفسي، الأم المصرية لا يفى قدرها أية كلمات.. مهما طالت، ولا أية تعبيرات أدبية.. مهما كانت بليغة.

والمرأة “الزوجة”، هى الشريك الوفي والمخلص، رفيقة مشوار الحياة، بتقلباته وتحدياته، بأفراحه وأحزانه، الملاذ لزوجها.. عندما تشتد الأزمات، والداعمة له بلا حدود. لذلك ننحني احتراماً لتلك السيدة القوية العظيمة التي تعافر من أجل الاهتمام بعائلتها في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي مرت ومازالت تمر بها.

خيرية 42 عاما، لديها من الابناء أربعة، ثلاث فتيات اكبرهن 19 عاماً وأصغرهن 10أعوام وابن يبلغ من العمر 18 عاماً، زوجها ككثير من الأزواج في تلك الطبقة عاطلاً عن العمل، وهي تعتمد على ابنتها الصغرى لرفض بقية أبنائها الوقوف بجانب أمهم.

على الرغم من بساطتها وثقافتها المحدودة ِفهي تتمتع بعقلية تجارية. هي سيدة أرغمتها ظروفها العائلية على أن تواصل عملها ليلاً ونهاراً لتوفر لأفراد عائلتها قوت يومهم من خلال عملها بسوق شبرا الخيمة فتبيع القليل من الخضراوات الطازجة.

تعرفت خيرية على مؤسسة التضامن للتمويل الأصغر من خلال حملات الترويج التي تقوم بها المؤسسة في المناطق الشعبية وكانت من أوائل السيدات اللاتي تقدمن بالحصول على تمويل الاسرة للآلات والمعدات ووسائل النقل.

حصلت على تروسيكل من المؤسسة عام 2018. وتستخدمه لنقل الخضروات مرتين أسبوعياً من سوق العبور للسوق بمنطقتها مما وفر عليها عبء مصاريف المواصلات العالية والاعتماد على توكتوك متهالك كما أتاح لها حرية التعامل بأريحية في سوق العبور فى صبر ودأب؛ كما تقوم بنقل البضاعة للتجار زملائها بسوق شبرا الخيمة لتزيد من دخلها متحلية بقوة الإرادة والإصرار.

خيرية لم تقصر يوماً، بل تحملت المسئوليتين معاً، مسؤولية أسرتها من ناحية ومسؤولية عملها البسيط وعلاقاتها مع التجار بقوة تحمل تليق بها.

تحلم خيرية بأمتلاك سوبرماركت والحصول على تمويل أخر لثلاجات العرض وماكينات تقطيع اللحوم فمن وجهة نظرها أن “الست الجدعة هي اللي تشيل أسرتها على أكتافها ومتطلبش المساعدة من أي شخص مهما كان، فالشكوى لغير الله مذلة”

كل التحية والتقدير والاحترام لخيرية تلك المرأة المصرية العظيمة ، بنت النيل ، وصانعة السعادة والنماء.