مازال لإنجاب الذكور بريق خاص بين الناس، يقابله على الجانب الآخر رعب يسيطر على السيدة التي تصادف أنها لم تنجب سوى البنات وذلك لأنها تكون مهددة بين لحظة وأخرى بالطلاق أو بالزواج عليها حتى يحقق زوجها حلمه في إنجاب الذكور. أفكار “جاهلية” واجهتها نسمة، والتي تبلغ من العمر 30 عاما، عندما رزقت بستة بنات. وكان إنجاب آخر تؤام من البنات هو القشة التي دفعت زوجها لإنكار نسبهم والتخلي عن أسرته لرغبته في إنجاب “الولد”.

وتزامناً مع انشغال نسمة بمتابعة قضية نسب بنتاها بمحكمة الأسرة، لم تستسلم وقررت أن تبدأ مشروعها الخاص في التجارة من البيت، حتى تتمكن من أن تعول أسرتها، والتي تتكون من والدتها وبناتها الستة. حيث يقوم جيرانها بطلب الملابس الجاهزة والأغطية ومستلزمات البيت، لتذهب نسمة كل أسبوع لشرائهم بالجملة من منطقة الموسكي، وتبيعهم بالتقسيط.

لم تذهب نسمة إلى المدرسة نظرا للظروف الاقتصادية القاسية لأسرتها. ولكنها تمكنت من إلحاق ثلاثة من بناتها في المرحلة الابتدائية. انضمت نسمة لمؤسسة التضامن للتمويل الأصغر عام 2008، وتطمح في أن تمتلك متجرا لتبيع فيه منتجات أكثر تنوعا.