قدم الآن

مني (54عاماً) امراة مطلقة لديها من الأولاد خمسة : ابنان وثلاث بنات كلهن متزوجات عدا واحدة.
وطوال حياتها الزوجية (19عاما) كان زوجها معارضا شديدا لفكرة عمل المرأة واكتفي بان ينفق هو بمفرده علي الأسرة. ولما اشتدت المشاحنات بسبب قلة الدخل وضيق المعيشة، خرجت مني للعمل في عمر 36 عاما قائلة “لو انحت في الصخر هعدي باولادي”.

وبالفعل كان التوفيق حليفها حيث بدات بتطريز عباءات شرقية لصالح احدي معارفها المقيمة في انجلترا التي كانت تتسلم من مني انتاجها ثم تسدد لها اجرها المجزي.

ولكن الخلافات الزوجية بسبب العمل اشتدت وتفاقمت الي ان وصلت الي حد الطلاق. حينئذ التحقت مني بورشة عقادة ستائر لخبرتها المسبقة في الخياطة وعرضت علي صاحب العمل الذي كان متردداً في قبولها لكبر سنها أن تعمل لديه بدون مقابل لمدة اسبوع اولاً.

وبالفعل اثبتت ذاتها واستمرت تعمل في هذه الورشة بكل جدارة لمدة ست سنوات كاملة الي ان تمت تصفية الورشة واغلاقها في النهاية.

وتحولت مني للعمل في مصنع اخر اسمه كاري يمتلكه رجل اعمال كندي. وبفضل خبرتها وسمعتها الطيبة، تولت مني الاشراف علي جميع العاملات وعددهن سبعين فتاة.

ولكن الاندماج في العمل بدون توقف حتي الساعات المتاخرة من اليوم أثر تاثيراً سيئا وخاصة علي بناتها التوأم صغار السن.

فاضطرت مني كارهة أن تترك العمل في المصنع وان تعمل من المنزل وجلبت بعض المساعدين اما معها في منزلها او من منازلهن.

وتعرفت مني علي مؤسسة التضامن للتمويل الأصغر ونجحت في الحصول علي تمويل فردي بقيمة 10000 جنيه لتوسيع مشروعها المنزلي وزيادة انتاجها وارباحها.

وامنية مني اليوم ان تنتقل الي مكان ظاهر معروف حتي تنتشر سمعتها علي نطاق أوسع. ومن الأمثلة علي طموح مني واجتهادها انها اخذت دورة تدريبية علي تصنيع اكسسوارات النحاس. وعن طريق التعليم الذاتي بالانترنت تعلمت فن الكروشيه.

بل ان مني اصبحت ايضا تقوم بتدريب الفتيات علي المشغولات اليدوية في عدة جمعيات مختلفة.

وتردد مني دائما قولها “انا لو قعدت يوم من غير شغل اتعب بجد”. وهي تنصح كل امراة عاملة بان تراعي ربها في شغلها وان تبذل في سبيله كل الجهد والوقت المطلوب.