قدم الآن

دموع ومأساة الزوجة الثانية ليست إلا عناوين يستخدمها صناع الأفلام لتجسيد مشاعر ليس من الضروري تواجدها على أرض الواقع. حيث استطاعت رضا، البالغة من العمر 40 عام، أن تكون الزوجة الثانية المُساندة لزوجها والمُعاونة للزوجة الأولى والمُحبة لجميع الأبناء. فالجميع يتكاتف يوميا لضمان سير عمل “فرن العيش” على أكمل وجه. فالزوج يعجن ويخبز والأسرة تساعده باستمرار.

لم تكمل رضا تعليمها حيث وصلت للصف الثالث الاعدادي وتمنت الزواج ممن تحب، ولكن والدة فارس أحلامها فضلت له الزواج من بنت نشأت بنفس المنطقة، فلم يستطع سوى تحقيق رغبة والدته. فارس الأحلام المتزوج لم يجد حلاً يريحه سوى الزواج بحبه الأول، وضمها لأسرته كزوجة ثانية، بعد أن مر على زواجه الأول عام واحد فقط.

رضا لديها 3 أبناء، أكبرهم هو سامح في أولى ثانوي، وأصغرهم شهد وتبلغ من العمر 5 سنوات. أما إخوتهم الثلاثة من الأب فأكبرهم أحمد طالب بكلية الهندسة، وأصغرهم في 3 إعدادي. عائلة الزوج تعمل في مجال إنتاج الخبز، وقد أنشأ الزوج مشروع المخبز منذ 9 سنوات. ويعمل به جميع أفراد الأسرة في الإجازة، إلا ولدين فلدى كل واحد منهما “توكتوك”.

يبدأ العمل كل صباح في تمام السابعة ولمدة 4 ساعات في عجن الدقيق وخبزه وبيعه لأهالي المنطقة ولبائعي الخبز المتجولين. عادة ما يتم إنتاج 3 شكائر من الدقيق في تلك الفترة الصباحية. ثم بعد الظهيرة يتم إنتاج الخبز بأحجام ومواصفات أخرى لسد احتياجات مطاعم الكباب والكفتة والحواوشي والمأكولات الجاهزة. ويستمر العمل حتى بيع الكمية المنتجة كلها.

مؤخراً، انضمت رضا لمؤسسة التضامن للتمويل الأصغر عام 2015. فاستطاعت زيادة وارد الدقيق لزيادة الإنتاج، والبدء في إجراءات الترخيص حتى يتم مدهم بحصة أخرى من الدقيق مدعومة من الدولة. تحلم رضا بإنشاء فرع آخر للفرن يتمتع بمساحة أكبر وتوظيف عمالة، ويقع بمنطقة يتوافد عليها عدد أكبر من الناس.

1788

ملكة الألوان

١٤ / فبراير / ٢٠١٩

1766